Translate - ترجم الصفحة

الجمعة، 24 يونيو 2011

لماذا نشاهد المصارعة الحرة ؟



كثيرا ما نشاهد عبر شاشات التلفاز رجال عمالقة يركلون و يرمون بعضهم البعض رغبة منهم في تثبيت الأخر لكي يحصل على لقب أو انتصار, و لعل اشهرهم على الاطلاق كان هالك هوجان الذي حتى و ان كنت لا تتابع المصارعة الا انها عندما تذكر تتذكره فورا.


في الوقت الذي اكتسبت فيه المصارعة الحرة شهرتها عبر تالريخها الطويل نالت ايضا قسطا وافرا من الانتقاد من قبل الاهالي الذين يرون بان المادة الاعلامية المقدمة فيها تضر اطفالهم أكثر ما تنفعهم .. فالمصارعة في احد ازهى عصورها  سالت فيها الدماء و استخدمت فيها العصي و الكلمات النابية و الحركات البذيئة, لتنتقل بعدها الى عصر اكثر "عذرية" وهو الحالي الذي يمنع فيه اسالة الدماء و لا تحتوي على اي مما سبق ذكره.
في كلا الحالتين تعتبر المصارعة واحدة من أهم ما صدرته لنا الولايات المتحدة الأمريكية فعرض RAW الذي تبثه WWE كل اسبوع ينال نسبة مشاهدة تفوق في بعض الاحيان ما تناله مباراة ديربي في اي من الدوريات الأوروبية الكبرى, و قد يجد البعض بأن هذا صعب التصديق الا ان الارقام و الاحصاءات التي لا اريد ان اطيل عليكم فيها تثبت ذلك.
ولكن ما الذي يجعل المصارعة لا تموت أو بالأصح لا يمل من يشاهدها عبر الاجيال المتعاقبة ؟ الاجابة قد تتباين بين الكثيرين, فنسبة كبيرة ممن يشاهدونها لا يعرفون بانها "سيناريو" موضوع من كتاب المنظمة الأشهر عالميا بحيث يجعل الكاتب بطلا يواجه شريرا ليفوز عليه أو يخسر منه و بناء على ردود افعال الجماهير يبدأ العمل اما بجعل المصارع المكروه أكثر كرها أو جعل البطل يعود ليقتنص لقبا ما أو يأخذ بثأره منه.
كل هذا يحدث في حلبة و امام ملايين المشاهدين اسبوعيا و هنا تكمن براعة المصارعة فهؤلاء الرياضيين و الممثلين البارعين يقومون باشياء يتمناها أي شخص كأن يطير من مكان لاخر مثل سوبر مان أو يختفي ليظهر في مكان اخر أو يكسر قطعة حديدية بيديه و كأنه شخصية من الاساطير.

هذا الأمر يجذب الكبار و الصغار على حد سواء فالكبار يعرفون بأنها تمثيلية الا انه يعجبون بقدر المهارة التي يتمتع بها هؤلاء و حفاظ "بعض منهم" على جسد ممشوق و عضلات مفتولة وهو نفس الشيء الذي يفتن به الصغار الا انهم ايضا يبهرون بالأضواء و الحركات و الايماءات و كل ما يتعلق بالعرض الذي يتضمن نسبة كبيرة من الابهار وهو ما نجحت فيه WWE منذ بدايتها عام 1952.

المصارعة سواء كنت تشاهدها و انت تعلم بأنها تمثيل أو تصدق بانها حقيقة نالت احترام الجميع و خاصة من يتابعها فهي متنفس للكثير من الشباب بين عمر 16 حتى 25 عاما خاصة عندما يجدون مصارعا صغير في الحجم يفوز على اخر عملاق, فهذا في حد ذاته عامل نفسي مهم و رسالة بأن اي شخص بامكانه ان يحقق ما يراه الاخرين مستحيلا, وهي أحد الاشياء القليلة التي لا تولد تعصب بين الجماهير لأن الجميع يعلم بان هناك حلبة ستجمعهم يقاتلون بعضهم البعض الا انه عندما نأتي لمباراة كرة قدم نرى التعصب كل التعصب فالفريق الأول بجماهيره يكره الفريق الثاني و جماهيره و العكس صحيح, و ان وجدت مشجعا متعصب لأحد المصارعين فهو سرعان ما يرى بطلا جديدا أو شريرا اخر يحبه و يشجعه.

فهي أشبه بالمسلسل الذي تشاهده عبر التلفاز تحب فيه شخصيات و تكره اخرى, مع الفارق أن هؤلاء يبذلون جهدا خارقا كل اسبوع و على الهواء مباشرة و لا يملكون فرصة اعادة التسجيل كما يحدث في الأفلام و المسلسلات.
صفحاتنا على الفيسبوك:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق