Translate - ترجم الصفحة

الثلاثاء، 6 مارس 2012

الله يعينا جميعا على بعض المعلقين



قد يظن البعض للوهلة الاولى من عنوان هذه المقالة ردا على زميلي نبيل اليعقوبي صاحب المقالة الشهيرة "الله يعين جماهير الريال على بعض المعلقين", الا انني أؤكد أن الامر ليس كذلك ابدا .. فما سمعته و مازلت اسمعه من خلال مباريات الدوريات الاوروبية و العربية جعلني أقول "الله يعينا جميعا على بعض المعلقين" و ليس جماهير الريال فقط.
و احقاقا للحق هناك بعض المذيعين الذين يركزون في الملعب و ما يحدث فيه فقط دون التطرق الى احاديث جانبية و "حكاوي" تقال على المقاهي أو حتى قصة حياة زوج اخت خالة اللاعب ! .. فهناك من يلهب حماستنا و يجلعنا نشعر بأننا نشاهد نهائي كأس عالم وهي مباراة عادية في الدوري وهو امر رائع و هناك من يريد ان "يولع" فينا بسبب رمية تماس !


طبعا اتكلم هنا عن المعلق الشهير صاحب الحنجرة "المبحوحة" و الصوت العالي الذي يشعل اللقاء من أوله الى اخره و كلنا نخاف أن ينفجر له "عرق" عندما يسجل فريق هدفا, و هنا سيخرج لنا عشاقه و يقولون هذه حماسة و نحبه و نؤيده وعليك ايها الكاتب متابعة الدوري البرزيلي .. الخ .. و ارد ببساطة و لماذا نريد ان نكون مثل الدوري البرازيلي ؟ و لماذا علي ان اتحمل الصراخ طوال 90 دقيقة بدون ايصال معلومة او حتى سماع اهازيج الجمهور ؟ ففي الدوري البرازيلي او الارجنتيني أو غيره نسمع المذيع يتحمس و صوته يعلى عندما يسجل احد هدفا فقط .. اما في عالمنا فالمذيع يستمر في الصراخ في اذاننا حتى نهاية اللقاء !
و اذا ما تركنا المعلق هذا و انتقلنا لمشاهدة دوري اخر اسمع ابيات شعر و اقوال مأثورة و دروس تاريخ و جغرافيا و كيمياء و احياء وغيرها من المواد المدرسية التي انا متأكد 100% بأني انتهيت من دراستها منذ مدة لا بأس بها, و انا أيضا متأكد من أني اشاهد لقاء رياضي بين فريقين يلعبان كرة القدم.
فبدلا من ان يقوم المذيع باعطائي معلومات عن اللاعب و عن عدد اهدافه أو غيرها من الاشياء المتعلقة اجده يعطيني جملا يجب ان ينهي كل منها بسجع او كلمة انجليزية أو فرنسية حتى يظهر لنا ثقافته و خبرته .. و يا سلام لو اذاع مباراة في الدوري الايطالي فالكلمات الايطالية تنهال علينا كالمطر و الامثال الايطالية تملأ اذننا و من كثرة اهتمام بعض المعلقين بالأقوال المأثورة و الاحاديث الجانبية ينسى اكثرهم بأن يقول لنا ابسط المعلومات بل يصل الامر الى ان يخرج علينا مذيع ليقول ان الايفواري جيرفينيو لاعب ارسنال ترك منتخب بلاده وواجه فرنسا في نهائي افريقيا امام زامبيا ؟, قد يظن البعض اني اتصيد الاخطاء و لكن هذا ليس مقصدي انما اذا ما تابعنا المذيعين جيدا عبر شاشاتنا العربية سنجد الكثير من الاشياء التي تقال التي لا أصل لها ولا معنى لها ولن تضيف شيء أو تنقص من شيء اذا لم يقلها المذيع بالأساس.
و اذا ما انتقلت بجهاز تحكمك لتشاهد مباراة في الدوري المصري على سبيل المثال .. تجد المعلق الرياضي فلان الفلاني يحيكم و يبدأ بشكل ممتاز الا انه بعد 5 دقائق يكون قد قرأ الملعب .. و يبدأ في الحديث عن الاشياء التي يجب على المدرب ان يفعلها و كأنه شاهد اللقاء سابقا .. أو حتى يتجه الى الحديث عن السياسة و الامن و الامان و غيرها من الاشياء التي لا دخل له فيها .. و اذا ما اراد ان يختم ليلته الكروية الدسمة فيقوم بشكر الوحدة التي تنقل الحدث و المخرج و المصور و "طوب الارض" و الذي لا اعلم حتى اللحظة لماذا عليه ان يقوم بذلك مع انه يراهم و يسلم عليهم بنفسه !
نعم هذه الجملة قيلت بالفعل .. التركيز شيء مهم للغاية في عالم كرة القدم سواء اكنت لاعبا ام مدربا أم معلقا .. فآذاننا باتت لا تتحمل كل هذا الصراخ و الهتاف و التشجيع و المعلومات الخاطئة و التحيز و "هووووباا" و الدعوات و النداءات و المناشدات و الاراء السياسية, دعوا كرة القدم لتكون مجرد رياضة نستمتع بمشاهدتها و نسمع جمهورها و هتافه بدلا من ان نشاهدها كما يشاهدها اخواننا الذين يعانون من الصمم.
صفحاتنا على الفيسبوك:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق