Translate - ترجم الصفحة

الخميس، 2 فبراير 2012

الدوري المصري .. يسقط يسقط كل الجهلة !




في البداية دعوني أفدم تعازي لأسر مشجعي النادي الأهلي الذي لقوا حتفه يوم أمس بعد هجوم بعض الجماهير الهمجية عليهم في نهاية مباراة الأمس بين فريقهم و المصري البروسعيدي في الدوري المصري .. ان ما شاهده بالأمس في المباراة أشعرني بالغثيان و القرف من كرة القدم المصرية التي لن تقوم لها قائمة طالما يتم التعامل مع المشاكل بمبدأ “مش مشكلة ربنا يستر .. ما كل بلاد الدنيا فيها مشاكل .. حصل خير و ان شاء الله لن تكرر .. و غيرها من من التفاهات و الأعذار”, فبعد أن انتهى اللقاء.. بفوز المصري 3-1  و أكررها “بفوز المصري” هبطت حالة من الغباء و السذاجة و الهمجية على جماهير بورسعيد التي كانت نموذج في التشجيع القوي لفريقها الا انها فضلت هذه المرة ان تلعب دور الجاهل الذي لا يهمه قانون أو مصلحة أحد و نزلت كلها الى أرض الملعب و انهالت على لاعبي الأهلي و بعدها جماهيره بالضرب !


فبالله عليكم لو أن الأهلي كان فائزا بالمباراة فماذا الذي كان سيحدث ؟, البعض قال ان لافتة من جماهير الأهلي تصف بورسعيد ببلد بلا رجال كانت الشرارة الأولى .. و أقول هل هذا جديد على جماهير كرة القدم ؟ فكل منهم يكيل بالسباب للاخر طوال المباراة .. فهل تقتل لافتة 73 شخصا ؟ كلام غير معقول بالمرة ..

أصابات و وفيات بالجملة نالت من جماهير الأهلي التي سافرت الى بورسعيد التي تقع في جمهورية مصر العربية و ليست في دولة أفريقية, أي كرة قدم هذه التي يقتل فيها أو يؤذي فيها مشجع اخر ينتمي الى بلده ؟ مصري مثله !! أكتب هذه السطور و انا غاية في الغضب من منظومة الأمن الفاشلة التي نعاني منها في مصر, و في غاية الغضب من كم الغباء و الجهل الذي اكتست به الجماهير البورسعيدية و أعلم جيدا بأن هناك من سيرتدي رداء الفارس المغوار ليدافع عنهم و يقول بأنهم قلة أرد عليه ان كان هؤلاء قلة أو طرف ثالث كما نحب ان نسميهم فأعتقد بأنك تحتاج الى نظارة طبية ! أو دواء لعلاج الهلاوس.

ما حدث في هذه المباراة رغم انتمائي الزمالكاوي المعروف لديكم جميعا عبر سلسلة مقالاتي السابقة يضع الكثير من علامات الاستفهام فبأي وجه يطل علينا سمير زاهر رئيس الاتحاد الفاشل في كل شيء حتى في تنظيم لقاء هام و دائما ما يشهد احتكاكات بدون تنسيق و تنظيم مع الشرطة أو حتى الحد من عدد التذاكر كما يحدث في بعض المباريات الهامة .. عتبي هنا يمتد الى الجهاز الأمني “الضعيف” المثقل ببلد مليئة بالمظاهرات و الاعتصامات و قطع الطريق و جرائم هنا و هناك و سطو مسلح و سرقة بنوك .. و مع ذلك نريده ان يؤمن مباراة كرة قدم !

و لمن لا يعرف فمواقف جماهير كرة القدم معروفة منذ زمن فهناك المشجع الزمالكاوي الذي حرق داخل باص من مشجعي الأهلي و مشجعي الاتحاد و مصر المقاصة الذين فلتوا من الموت بأعجوبة من استاد بورسعيد ايضا و جماهير الاهلي عندما رحلت الى الاسماعيلية و واجهت هجوم مماثل و كل هذا و المسؤولون يكابرون .. و “الدوري لازم يكمل” .. و الكل يتكلم عن سمعة مصر التي أصبحت مرتبطة لسبب ما لا يعرفه سوى اعضاء الاتحاد بكرة القدم …  ليس من مهم ان تسال الدماء و يقتل من يقتل و لكن المهم الدوري !

ملعونة هي كرة القدم التي تفرق ولا تجمع كما حدث بين مصر و الجزائر و ملعونة هي كرة القدم التي تجعل المصريون الذي وقف كل الى جوار اخيه في ثورة 25 يناير و ما بعدها يضربون بعضهم البعض كأنهم أعداء .. شيء محزن و مؤسف .. المجلس العسكري ليس السبب فيما يحدث .. الثوار ليسوا السبب فيما يحدث .. الثورة ليست السبب فيما يحدث … الفلول ليسوا السبب فيما حدث .. السبب فيما حدث هوا انتم يا من تدعون الكمال وانكم لا تخطئون .. هو انتم يا من تنظرون الى اقدامكم ولا تنظرون الى نهاية الطريق .. يا من تتشدقون بالأخلاق و لا تفعلوها, و أفيقوا و الا ستبقون في دوامة لا تخرجون منها أبدا .. كرة القدم لعبة ليس لها قيمة سوى انها تمتعنا و لكننا حولناها الى اداة للهمجية و قلة الادب و حولنا جماهيرها الى اداة عنف, و تذكروا جيدا قول الله تعالى :” إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ”, فاذا رغبتم في التغيير ابدأوا بأنفسكم .. انا هنا لا أعمم القول بأن جماهير كرة القدم كلها واحد الا انه حتى و ان كانت هناك قلة فهي قلة فاعلة أفضل من أغلبية صامتة.

وفي النهاية فان الشر لا ينمو الا اذا وجد التربة المؤهلة له .. وخير مثال هم جماهير الكرة …..قال تعالى :”وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ” و رحمة الله على كل من مات و ألهم أهلهم الصبر و السلوان.
صفحاتنا على الفيسبوك:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق