يشاهد العالم اجمع هذه الايام الحدث الأهم في عالم كرة القدم العالمية هذا العام بخلاف تصفيات كأس العالم, الا وهو كأس اوروبا, و دعوني ادخل مباشرة في الموضوع الذي استفذ مشاعري كأنسان قبل ان أوصف بالعربي و المسلم لاحقا.. فما يحدث في أوكرانيا تحديدا و في بطولة اليورو بشكل عام يدل بأن كرة القدم ليست بخير.
الرياضة الاكثر شعبية في العالم مازات تعاني من وباء العنصرية تجاه السود و الاقليات سواء العربية أو الاسيوية او غيرها من قبل ما يدعون انفسهم "النازيون الجدد" فمشكلتهم ليست فقط مع اليهود بل مع كل ما هو ليس من عرقهم, فخلف كل المظاهر "الاليفة" و"الجميلة" للمهرجان الكوري هناك وجه بشع و قذر لهذه البطولة التي لا ارى احد يتكلم فيها عن شغب الجماهير و تحديدا من أوكرانيا و كرواتيا و بولندا و غيرهم من دول اوروبا الشرقية تحديدا التي لم ترحم جماهيرها لا العاملين في الملاعب ولا اللاعبين السود او كل من لا يعجبهم شكله.
أوكرانيا صرفت على احد ملاعبها 400 مليون يورو في حين نسيت ان تصرف مليون واحد على حملة امنية او مثلها على حملة لتوعية الناس و ابعاد هذه الخصلة السيئة التي نالت من ملاعب أوكرانيا و جماهيرها فرغم انني في كل مكان ارى الناس تتحدث عن الحسناوات و الجميلات و المحظيات و غيرها من الأوصاف في الوقت الذي لم يهتم احد لازمة حقيقة وهي العنصرية؟
العنصرية في تعريفها "هو الاعتقاد بأن هناك فروق وعناصر موروثة بطبائع الناس و/أو قدراتهم وعزوها لإنتمائم لجماعة أو لعرق ما - بغض النظر عن كيفية تعريف مفهوم العرق - وبالتالي تبرير معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة بشكل مختلف اجتماعيا وقانونيا. كما يستخدم المصطلح للإشارة إلى الممارسات التي يتم من خلالها معاملة مجموعة معينة من البشر بشكل مختلف ويتم تبيرير هذا التمييز بالمعاملة باللجوء التعميمات المبنية على الصور النمطية وباللجوء إلى تلفيقات علمية" (ويكيبيديا)
فعندما ارى ابناء وطننا العربي مهتمين بالواجهة الجذابة لنساء اليورو و يتوجهون للنقاشات الحادة حول من هي الاجمل و الاحلى و الاطرف في حين أرى بأن خبر ان اللاعبين السود في يورو يعاملون معاملة "القرود" بداية من اصدار الاصوات المهينة حتى رمي الموز على الملعب يمر مرور الكرام فهذا امر يجعلني اقلق على مستقل مشجعي بلادنا التي تعاني من شغب في الملاعب ببعض ملاعبها و اخشى ما اخشاه ان تصل الافة الى بلادنا كما وصلها التعصب الاعمى و قدرة الناس على قتل بعضها البعض من أجل مباراة !, فانا لا اتكلم هنا عن التعصب الذي يصيب بعض الناس لفريق بل اتكلم عن خصلة مختلفة تماما فكلاهما بشع و لكن الاسوأ هي العنصرية فهي التي تؤثر على معالمتك لشخص فقط لأنه يختلف عنك في اللون أو الشكل أو من بلد ما, فعندما تعامل الناس و انت تضع في الحسبان ان ذلك الشخص من البلد الفلاني أو ان "شكله مش عاجبني" فهذه عنصرية.
و لكي تعرفوا مدى عنصرية أوكرانيا البلد التي اخترها بلاتيني و رجاله لتكون مستضيفة للبطولة فاذكر لكم بأنه في عام 2009 تحديدا و خلال ازمة انفلونزا الخنازير قامت كثير من الحركات التي تطالب بطرد الاسيويين و العرب من البلاد لظنهم انهم السبب في هذا الوباء! أضف الى ذلك الى ان الشرطة في ولاية ترانسكربثيا الاوكرانية وضعت عبر موقعها طلب بابلاغ الشرطة عن أي شخص اجنبي و تحديدا من اسيا او الشرق الاوسط و ذلك لانهم يشكون في انهم السبب ! .. ما أوصل وصل الامر الى اعمال عنف في مختلف الولايات الثانية استمرت و تستمر حتى يومنا هذا تجاه كل ما هو غير أوكراني أبيض, و اود ان اذكر أن العنصرية هنا ليست ضد العرب فقط بل هي ضد الروس و ضد "الروما" وهم الغجر و ضد السود ما يجعلني اشعر بأن أوكرانيا بلد تكره نفسها و مع ذلك استضافة بطولة مثل اليورو و ذلك مكافأة لهم على مشاكل الشغب و العنف و العنصرية التي يعلمها الاتحاد الاوروبي.
أتمنى من الجميع ان لا ينبهر من عنوان الكتاب فالكتاب في هذه المرة لا "يبان" من عنوانه .. فعنوانه اليورو و هي بطولة مميزة قوية تشبه كأس العالم و لكن المضمون غير ذلك بكثير.
معلومات قد تهمك عن أوكرانيا:
البلد ال13 من أصل 32 في معدل جرائم القتل
البلد ال10 من أصل 36 في استحواذ السلاح و استخدامه
البلد ال9 من أصل 73 في معدل الجرائم التي يرتكبها الشباب
البلد ال18 من أصل 50 في معدل الجرائم بشكل عام
شاهد الفيديو لتقرير من شبكة بي بي سي :
اقرأ ايضا:
فيديو| الوجه القبيح لبطولة يورو 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق