كلنا
شاهد مباراة الزمالك المصري و الأفريقي التونسي في دوري ابطال افريقيا
والتي كانت سجالا بينهما حتى ما قبل نهاية المباراة و تحديدا بعد الغاء
الهدف الثالث للزمالك بعد تسلل أحمد جعفر وهو القرار الصائب 100% من حكم
المباراة الجزائري الرائع محمد مكنوز.
و لعل من لم يشاهد المباراة كاملة تابع فضيحة استاد القاهرة بالهجوم
“البربري” للجماهير على أرض الملعب بدون مبرر ولا داعي و بدون سابق انذار
انطلقوا جميعا كالقطيع يهاجمون كل من يرونه بداية من حكم المباراة حتى
لاعبي الأفريقي التونسي بل ان الهجوم نال من بعض لاعبي الزمالك ايضا و
السؤال هنا لماذا ؟؟
لماذا لا يمكننا الاستمتاع بمبارة كرة قدم دون “شتيمة” أو “قلة ادب” ؟
لماذا لم يتذكر جمهور الزمالك الذي كان مؤازرا لفريقه طوال السنوات العجاف الماضية ان كرة القدم مكسب و خسارة؟
و لماذا ظهر علينا الجمهور دائما بمظهر الجمهور المثالي طالما كان الأمن و “عساكر الأمن المركزي” موجودين؟
و عندما اختفوا اختفت اخلاقهم ؟
اهذا ثمن الحرية التي جاءت بها ثورة 25 يناير ؟ اتمنى من كل قلبي أن
ينزل الاتحاد الافريقي بنظيره المصري و بنادي الزمالك عقوبات لم تشهدها
القارة السمراء حتى يكونوا عبرة لمن لا يعتبر و لمن تسول له نفسه ان يشوه
سمعة بلده بهذا الشكل و بهذه المظاهر السيئة و البعيدة كل البعد عن الخلق
الرياضي. ما حدث في استاد القاهرة يجعلنا نتسائل ما الذي سيحدث عندما
يتواجه الأهلي و الزمالك ؟ و هل يضطر الجيش المصري الى وضع دبابة وسط
الملعب لاخافة بعد من الموتورين و المختلين و بعض مثيري الشغب؟
لا داعي لكرة القدم ان كانت ستأتي لنا بهذا العار و نركز في الرياضات
الفردية كالغولف و التنس و الباليه المائي مثلا، و لما لا طالما جماهير مثل
هذه ستتواجد في تصفيات مصر بكأس افريقيا و بعدها في مباريات الزمالك و
ربما الأهلي و باقي الأندية و ما خفي كان اعظم.
اتمنى من كل من يقرأ مقالتي ان لا يخلط الأوراق و أن لا يدافع عن هؤلاء
لأنهم مجرد انعكاس للحال المتردي التي وصلت له الأخلاق الرياضية في بلدنا
مصر، و أرى ان يتوقف الدوري أو يقام بدون جمهور طالما الجمهور “الحر” لا
يحترم حريته و غير مسؤول عن تصرفاته.
و ادعوا الله ان يهدي جماهيرنا العربية عامة و المصرية خاصة و ان يضع في
الرزانة في عقولهم لعلهم يدركوا بأنها مجرد لعبة كرة قدم و ليست حربا هي
رياضة اما ان نشاهدها و ندرك بأنها كذلك و كمصري أعتذر لكل تونسي عما حدث
في استاد القاهرة و اعتذر لجماهير مصر التي رفضت و اعلنت بشتى السبل عبر
فيسبوك و تويتر رفضها لهذا السلوك الهمجي و الغير حضاري، و في النهاية اقول
من قال جملة السلطة المطلقة فساد مطلق .. ارد انا و اقول و الحرية المطلقة
لمن لا يستحقها خراب محتم.
صفحاتنا على الفيسبوك:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق