في
البداية أود أن أهنئ قطر و العرب جميعا بالانجاز الكبير الذي حققه الملف
القطري في استضافة مونديال 2022, و دعوني أبدأ كلامي بأن النجاح لا يأتي
لمن لا يعمل فبالرغم من شائعات الرشاوى والتشكيك في ذمة أعضاء الفيفا التي
أطلقتها انجلترا وتبعتها الولايات المتحدة فلم تكن سوى مجرد كلام ليس له
أساس, و حجة “البليد” الذي لم يدرس جيدا للامتحان فسقط فيه.
عندما
أرادت قطر أن تستضيف كأس العالم 2022 سخرت فريق عمل ضخماً وسلطت الضوء
على الملف “المبهر” للاستضافة بداية من الملاعب الرائعة والتي وصفت
بالخيالية حتى الخدمات الأخرى التي ستكون 10 نجوم إن جاز لنا التعبير.
القنوات
الرياضية القطرية والاخبارية كانت داعماً أساسياً للملف عن طريق سعيها
المستمر لجذب أنظار كبار الشخصيات في العالم كغوارديولا مدرب برشلونة
الحائز على سداسية تاريخية مع النادي الكتالوني ونهاية بزين الدين زيدان
واحد من أعظم لاعبي كرة القدم على الإطلاق, كل هذا وأكثر قامت به اللجنة
المسؤولة عن الملف القطري والتي حصلت على 14 صوتاً لتحطم بها آمال أمريكا و
اليابان و كوريا واستراليا.
التخطيط
كان هو الأساس وهو ما غاب عن دولة لها باع كبير بكرة القدم وتوجت بكأس
أفريقيا أكثر من أي دولة أخرى في قارتها وأنديتها تسيطر على الألقاب
القياسية للقارة الأفريقية, وأنا أتحدث عنها عن مصر و التي حصلت على الصفر
الأشهر في تاريخ الدول المستضيفة للمونديال.
الصفر
هذا يعني أن الملف والمال الذي صرف في الإعلانات التي شاهدناها داخل المدن
المصرية المختلفة كالقاهرة و الاسكندرية وغيرها كانت بلا فائدة وأن
اللجنة المنظمة لم تكن منظمة لشيء فبدلا من جذب أصوات أعضاء اللجنة
التنفيذية كان الملف المصري “يلف” و “يدور” حول المدن المصرية و لتخرج لنا
مانشيتات الصحف بعناوين مثل “أسوان تعلن تأييديها لملف 2010″,”حملة توقيع
في الاسكندرية لتأييد ملف مصر 2010″ !!, فبالله عليكم هل لأسوان و
الاسكندرية صوت في الفيفا؟.
وغيرها من التحف التي خرج علينا المسؤولون ليضحكوا بها على الشعب المصري الذي عاش وأنا معه نشوة الفوز باستضافة مونديال 2010, حتى جاء علينا يوم “الصفر” و شاهدنا نيلسون مانديلا يحتفل مع لجنته بمونديال 2010, و أرجوا أن لا تقولوا بأني متحامل على مصر وعلى ملفها فبكل صراحة الملف لم يكن به أي جديد فلم يكن يحمل حلا للزحام الخانق في القاهرة الكبرى مثلا, و لم أعلم من كان صاحب فكرة أن تقام مباريات في مدن شديدة الحرارة صيفا مثل أسوان و الغردقة, وغيرها من العجائب التي حيرتنا وحيرة معها اللجنة التنفيذية للفيفا التي فشل في جذب أصواتها اضافة الى المصاريف التي لم تفيد الملف لا من قريب أو بعيد فاللجنة المنظمة صرفت بحسب ما جاء في الجهاز المركزي للمحاسبات 1.43 مليون جنية تم أهدار 631 ألف و 373 جنية منها في تذاكر سفر على درجة رجال الأعمال و الدرجة الأولى الى دول لم تعطي صوتها لمصر و غيرها من الأشياء التي لا فائدة من الحديث بها الان و لكنها لمجرد التذكير و لأظهر الفارق بين لجنة حصلت على “14″ صوت و اخرى حصلت على “صفر” بجدارة.
يجب
علينا أن نرفع القبعة لقطر وللجنتها المنظمة التي نجحت فيما فشلت فيه
المغرب ومصر, و في النهاية أتمنى أن نعيش لنشاهد مونديال قطر 2022 في دولة
عربية ولأول مرة ونتمنى ألا تكون الأخيرة.
صفحاتنا على الفيسبوك:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق