Translate - ترجم الصفحة

الأحد، 6 يوليو 2014

كأس العالم .. أكبر خدعة تعشقها الكرة الأرضية !




كأس العالم .. الحدث الأكبر في تاريخ كرة القدم .. الحدث الذي يتكرر كل 4 سنوات لتلف حوله الملايين حول العالم سواء أكان منتخب بلادها مشاركا ام لا .. الكل يشاهد كأس العالم بداية من العامل البسيط حتى رؤساء الدول.
كأس العالم مشكلته الرئيسية أنه مدار من فيفا أو كما يعرف بالعربية أنه الاتحاد الدولي لكرة القدم .. و هي منظمة تقول عن نفسها بانها ليست ربحية ! في حين نرى الملايين تضخ الى خزائنها كل عام و لا توجد كبيرة او صغيرة في عالم كرة القدم الا و حكمت فيه و قبضت مالها منه.



مشكلتي مع كأس العالم أنه ليس من الضرورة ان تتصارع عليه دول العالم .. فهناك دول تستطيع أن تربح منه و تنتفع من وجوده و أقصد هنا دول العالم الأول و ليس دول العالم الثاني او الثالث, لكني عندما أسمع ان البرازيل صرفت 14.5 مليار دولار (جنوب أفريقيا صرفت 3.5 مليار دولار فقط) على بناء الملاعب و غيرها من التجهيزات على امل ان تحصل البرازيل على ربح مادي في النهاية من هذا الحدث الكبير فان مثل هذه الامور تشعرني بالغثيان .. فطالما أن المال موجود اليس الأولى ان تمنح مستشفيات البرازيل جزء منه لتحسين مستوى الدعم الصحي أو تحسين الأجور او تنظيم المواصلات اضافة الى الكثير من الامور التي يتظاهر من أجلها البرازيليون هذه الأيام .
كيف للبرازيل .. أرض كرة القدم التي تعشقها منذ الولادة حتى الممات أن تكره كأس العالم و تكره مباريات ! .. الاجابة تأتي من أحد الصحافيين البرازيليين الذين وصفوا استقبال البرازيل لكأس العالم بمن يقامر بأموال ضخمة أملا في ان تعود اليه مضاعة مع العلم أن الأرباح عادة ما تدخل جيب الفيفا التي دائما ما يتم اعفائها من الضرائب حيق قررت الحكومة البرازيلية اعفاء فيفا من دفع الضرائب حتى عام كامل بعد نهاية كأس العالم أي حتى 31 ديسمبر 2015 و ذلك لكي تستفيد بكل شيء من كأس العالم بدون دفع دولار واحد للبرازيل .. هذا الاعفاء يقدر بأكثر من 250 مليون دولار امريكي سيدخلون خزائن الفيفا بدون أن تدفع المنظمة سنتا في البطولة.
الحقيقة ان “المقامرة” هي التعبير الصحيح فعلا فبحسب أخر احصائيات قناة بلومبيرج الاقتصادية أكدت بان السائحين القادمين للبرازيل سيصرفون حوالي 3 مليار دولار امريكي فقط طوال فترة البطولة .. الأمر الذي يجعل الوصول الى 14.5 مليار دولار على بعد مسافة ليست بالقصيرة.
فيفا التي تقول بانها تحاول تحسين حال العالم عن طريق كرة القدم سمحت ببناء ملعب “مناوس” الذي كلف 270 مليون دولار في مدينة لا تملك طريق واحد جيد بامكان أي شخص أن يستخدمه و يكتفي الناس فيها بالسفر اما عن طريق نهر الامازون أو عن طريق الحافلات التي تسلك طرق وعرة للوصول الى المكان التي تريد الوصول اليه .. هذا الملعب سيلعب عليه 4 مباريات فقط طوال البطولة مع العلم ان هذه المدينة لا تملك فريق كرة قدم سوى فريق واحد يلعب في الدرجة الرابعة البرازيلية أسمه ناسيونال ما يجعل هذا الملعب لا قيمة بعد كأس العالم.
السياحة … هل هي السبب لمنح هذه المدينة هذا الملعب الباهظ الثمن في حين انها لا تملك شارعا جيدا الامر الذي جعل الحكومة في البرازيل تستخدم نهر الامازون لنقل كل معدات البناء بدلا من الطرق ! .. ربنا هو شاطئ ريو نيجرو سيكون عامل جذب ايضا خاصة و انه النهر الذي يصل بين نهر الأمازون و بقية انحاء المدينة ؟ .. لكني كيف لسائح ان ينزل في نهر معروف بان أسماء البيرانا تعيش فيه و بكثرة ؟
فيفا لنفسها بأن تلغي قانونا في البرازيل يقضي بعدم بيع المشروبات الكحولية بسبب وفاة عدد كبير من المشجعين في الماضي بسببها و بالفعل الغي القرار طوال فترة كأس العالم و ذلك كون شركة “باد وايزر” الامريكية المصنعة لمشروب “البيرة” الكحولي هي راعي رسمي لكأس العالم في البرازيل .. يذكر ان هذه ليست المرة الأولى التي استخدمت فيها الفيفا نفوذها في مونديال جنوب أفريقيا أيضا عندما أرغمت حكومتها على انشاء محاكم خاصة لمعاقبة اي شخص قبض عليه اثناء البطولة ليصدر الحكم بعد يوم أو يومين الأمر الذي جعل المذيع الكوميدي جون أوليفر- الذي الهمني برنامجه لكتابة هذه السطور- يسخر منه خاصة مع تصريحات جيروم فالكه الذي قال فيها :” هذا الأمر لن نسمح به و لكن يجب ان يكون هناك قانون لبيع البيرة”.
جوزيف بلاتر .. حامي كرة القدم و رئيس منظمتها الاولى .. و صاحب الرؤية البعيدة لمستقبل كرة القدم و انتشارها بين الشعوب أراد ان يزيد عدد مشاهدي كرة القدم النسائية بطريقة تهين النساء و ليس عن طريق دفع الاموال التي ترقد في خزائن الفيفا حيث قال في عام 2004 بأنه على اللاعبات ان يرتدين زي يليق بالسيدات مثلا لاعبات الكرة الطائرة .. ربما يرتدون زي أضيف أو أقصر”.
هذه هي عقلية فيفا و ملكها جوزيف بلاتر .. نذهب الى البلدان لنأخذ كل شيء منها و نتركها تدفع ثمن استضافتها لكأس العالم .. بالطبع لو ان كأس العالم اقيم في انجلترا او المانيا أو فرنسا او اسبانيا لما كان بلاتر تجرأ ليطلب الاعفاءات الضريبية الكريمة التي منحته اياها الحكومة البرازيلية.
عقلية الفيفا التي تعتبر الأموال الطائلة التي تدخل خزائنها مجرد منحة و احتياطي يوضع لوقت الحاجة .. عقلية الفيفا التي فشلت في نبذ التعصب و العنصرية عن طريق وضع قرارات حاسمة تجاه الدول التي تعاني من هذه الظاهرة .. فالفيفا بكل ما تملكه من سلطة منحت روسيا أحد أكثر الدول عنصرية ضد السود و الأقليات في أوروبا حق تنظيم المونديال المقبل !
كرة القدم و كأس العالم هي متعة حقيقية لا يمكن ان يفوتها أحد و لكن ما يحدث في فيفا و قضايا الفساد المالي و الرشاوى و غيرها من الأمور تعد بحلول كارثة اذا لم يحدث تغيير جذري في كيان المنظمة التي تحمي كرة القدم و ترتب أمورها حول العالم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق