Translate - ترجم الصفحة

الأربعاء، 9 يوليو 2014

الوطنية لا تفوز بالمباريات و حان وقت التغيير يا برازيل !



العالم كله شاهد مجزرة المانيا في البرازيل و فوز الماكينات على راقصي السامبا بسباعية مقابل هدف وحيد اراد به الألمان مصالحة الجمهور البرازيلي الذي بكى و مازال يبكي على حال فريقه الذي من المفترض أن يلعب بهذه الروح المعنوية المنخفضة على المركزين الثالث و الرابع.

الكل شاهد حماسة غناء البرازيليون لنشيدهم الوطني الذي الهب حماس الجماهير و وعدنا نحن المشاهدين بمباراة حماسية قوية .. الا انه بعد انتهاء جرعة الوطينة الزائدة و الحماس و غيره من الأشياء النفسية جائت المانيا لتسجيل في اقل من نصف ساعة 5 أهداف و تنهي اللقاء بدون أي مشاكل و بشكل احترافي غير عادي لتؤكد مقولة أن الوطنية لا تفوز بالمباريات و لكن الاحتراف هو من يفعل ذلك.


البرازيل هي اكبر من المانيا و هولندا و الأرجنتين مجتمعة كمساحة جغرافية .. و تملك عددا هائلا من الطاقة البشرية حيث يبلغ تعدادها السكاني 200 مليون نسمة أي اكثر من ألمانيا ب120 مليون نسمة وأكثر من الأرجنتين بحوالي 160 مليون نسمة وهو ما يعني بأن البرازيل من المفترض أن تملك ترسانة من اللاعبين لا تنتهي .. هي في النهاية البرازيل هم أكثر من فاز بكأس العالم عبر تاريخها الطويل, و أساطير كرة القدم في أي مركز في الملعب لا يخلوا منه اسم برازيلي.

الا ان منتخب نسخة 2014 بقيادة لويس فيليبي سكولاري ليس كذلك .. و لا اعتقد ان أي منهم سيسجل اسمه في التاريخ سوا أنه كان جزء من هزيمة المانيا السباعية, فهذا المنتخب لم يملك “الستايل” الاسلوب المميز الذي كان تلعب به البرازيل .

لقد اشتهرت البرازيل باسلوب “أو جوجو بونيتو” الذي قامت البرازيل بانهائها بعد فريق 1982 الذي عرف عبر التاريخ بأنه أجمل فريق برازيلي خاسر و بالفعل بدأ تفعيل اسلوب اوروبي جديد يظهر فيه الاهتمام بالدفاع بشكل أكبر و دعم الهجوم و ظهور لاعبين كبار ساهموا في نجاحات البرازيل عبر التاريخ و جاء الانتصار بسبب مهارات و قدرات اللاعبين البرازيلين أكثر من مجرد تكتيك من مدربهم الا ان هذه الانتصارات في عامي 1994 و 2002 التي توجت البرازيل كامبراطورة لكأس العالم جاء قبل ان تقوم الأندية و المنتخبات الأوروبية بتفعيل اكادمياتها بشكل مناسب التي ساهمت في اخراج جيل ذهبي الماني على سبيل المثال لا الحصر.

السقوط الى الهاوية لم يبدأ في كأس العالم فقط بل كانت قبل ذلك .. فاصبحت تعتمد البرازيل على اسمها فقط و لكن منتخبها فارغ يعتمد على لاعبين أو لاعب واحد في اغلب الأحيان وهو الحال الذي لم تعتده البرازيل .. البرازيل تملك لاعبين لن يصنعوا في أي مكان اخر سوى فيها فبعد اسماء مثل بيليه و ريفالدو و رونالدو و روماريو و بيبيتو و سقراط و جارينتشا و روبيرتو كارلوس و تافاريل و دونجا .. يأتي لنا منتخب به فريد و لاعب يدعى جو أشهر ما قام به هو أنه دخل التاريخ كأقصر اسم في كأس العالم !

أرى أن المانيا قامت باعطاء هدية للبرازيل وهي جرس انذار و تحذير بأن البرازيل ان لم تواكب العصر و تنسى الأمجاد السابقة فلن يكون لها في المستقبل وهو ما لا يمكن أن اتخيله .. عالم بلا برازيل ! .. اعادة التفكير ضرورية يا منتخب السامبا.

صفحاتنا على الفيسبوك:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق